اصلاح الفتق و جراحة السمنة 

مشكلة واحدة لا تكفي …مشكلتان كثير
هل يمكن ضرب عصفورين بحجر

مع التطور الهائل في الطب في العصر الحديث و التحسن الكبير في مستوى الحياة، لجزء من البشر على الأقل، اصبح الإنسان يبلغ أعماراً أطول مما بلغ اسلافه. مراكماً المزيد من الأمراض المزمنة و خاضعاً بذلك في المتوسط لعدد أكبر من العمليات الجراحية مقارنة بما لما كان الحال مع ابيه و جده.
هذا كله جعل الجراحين يواجهون نوعية أشد تعقيداً من الفتوق و بأعداد أكبر خصوصاً ان عشر العمليات الجراحية التقليدية تقريباً تنتهي بفتق صغير أو كبير و الأرقام تصبح أكبر مع تكرار العمليات.
و من جهة أخرى و نتيجة التطور الحاصل في حياة الناس و تغير عاداتهم و أنماط غذائهم اصبح الناس اكثر سمنة و أصبحت السمنة اقرب ما تكون الى الوباء الذي هو في مد و انتشار و بوتيرة سريعة و بدون اي بوادر على انحساره في القريب المنظور، حتى أصبح إثنين من كل ثلاثة أشخاص في بلد كالسعودية يعانون من زيادة في الوزن أحدهما يعاني من السمنة .
إذا أخذنا الحقيقتين السابقتين في الإعتبار فمن الطبيعي ان يكون هناك عدد كبير من المرضى الذين يعانون من السمنة و لديهم فتق او أكثر بحاجة الى إصلاح، و هؤلاء كشريحة هم موضوع مقالنا اليوم.
فما هي المشكلة في حدوث الفتق مع السمنة المفرطة، و هل هذا يغير طريقة العلاج ؟. الإجابة نعم
ان ذوي الأوزان العالية في الأساس معرضون اكثر من غيرهم لتكوين فتوقات جدار البطن سواء نجمت نتيجة جراحة او بدون، و كذلك فقد ثبت في العديد من الدراسات العلمية ان لديهم احتمالية أكبر لفشل عمليات إصلاح الفتق و رجوعه. هذا غير أن عملية الفتق تصبح قد تقنياً مستحيلة.
لذلك يصبح من الضروري انقاص الوزن بشكل حقيقي قبل الشروع في علاج الفتاق. و بما ان الشريحة الأكبر من الناس حسب الدراسات العملية تخفق في الخروج من دائرة السمنة بالطرق التقليدية و تحتاج الى مساعدة إضافية فإن الكثير منهم يلجؤون الى جراحة السمنة كحل سريع و فعال و مضمون، وهنا يبرز السؤال المهم و المتكرر، هل نستطيع عمل العمليتين في نفس الوقت ام الأفضل ان نبدأ بعملية السمنة، و ماذا لو كان المريض يعاني من أعراض مزعجة من وجود الفتق.
الإجابة هي انه يمكن عمل العمليتين في نفس الوقت اذا كان الفتق صغيراً و في مكان مناسب لا يضيف الكثير من التعقيد للعملية و يفضل كثير من الجراحين اللجوء الى هذا الخيار مع عمليات التكميم و ليس مع عمليات تغير المسار خصوصاً اذا كان الجراح سوف يستخدم شبكة او رقعة صناعية.
اما في حالة الفتوق الكبيرة أو المعقدة أو البعيدة و في حالة السمنة العملاقة ، فالخيارالأفضل هو عمل عملية السمنة أولاً و عدم العبث بالفتق و محتوياته، و الإنتظار الى ان تظهر نتائج عملية السمنة و ينزل وزن المريض و تصبح عملية إصلاح الفتق ممكنة.
و في الحالات اللتي تتطلب إصلاح سريع للفتق قد يختار ألجراح اجراء العملية على عدة مراحل. المرحلة الأولى إصلاح مؤقت لمشكلة الفتاق ثم عمل عملية لإنقاص الوزن و أخيراً العودة بعد نزول الوزن و إجراء العملية النهائية لإصلاح الفتق.

الوسوم : لا وسوم

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

3 × ثلاثة =