يحدث الفتق نتيجة وجود أو تكون ثغرة في نسيج ما تمر وتبرز من خلاله أنسجة أخرى أو أعضاء من مكانها إلى الجانب الآخر من الثغرة. في حالة فتوق جدار البطن فإن الثغرة قد تكون في مناطق مختلفة في الجدار العضلي للبطن، مثل السرة أو أعلى الفخذ، ومعظم الناس يعرفون هذه الأنواع من الفتوق، لكن يستغرب البعض عند سماعهم مصطلح الفتق الداخلي. الفتق الداخلي يحدث داخل تجويف البطن، وهو شبيه بالفتق الخارجي من حيث المبدأ، إذ يتطلب حدوثه وجود ثغرة تمر من خلالها أنسجة لكن في هذه الحالة لن يكون هناك بروز ظاهر، وما سيجلب الانتباه هو الآلام أو المضاعفات الناتجة عن الانفتاق، وما يصحبه من انحباس وانعزاق للأنسجة المارة من خلال الفتق. ومثل الفتوق الخارجية أيضا، فإن الفتوق الداخلية قد تحدث من خلال ثغرات خلقية أو محدثة، إذ يحتوي التجويف البطني على مناطق ونقاط عدة يمكن أن تشكل ممرا لأنسجة البطن، كالأمعاء والدهون، كما أن بعض الجراحات والحوادث يمكن أن تحدث تغييرا يشكل موضعا محتملا لتكون فتق داخلي. ومن أكثر أنواع الفتوق الداخلية شيوعا في هذا الوقت تلك التي تحدث بعد عمليات تغيير المسار التقليدي، إذ تبلغ نسبتها 3% إلى 5% من عمليات تغيير المسار، وتحدث لوجود تقاطع بين أجزاء من الأمعاء، مشكلة فراغا لا يظهر في وقت العملية، ولكن بعد ذوبان الشحوم تبتعد الأمعاء المتقاطعة والمتجاورة عن بعضها قليلا، مكونة ثغرة تمثل موضعا محتملا لمرور أمعاء أخرى من خلاله، مكونة فتقا داخليا، ولهذا يعمد الجراحون إلى إغلاق هذه المناطق تفاديا لنشوء الفتق. إن حدوث الفتق بحد ذاته ليس هو ما يسبب الأعراض، لكن انحباس الأنسجة والأمعاء بصفة خاصة هو ما يسبب الأعراض من ألم ومغص قد يتطور إلى انسداد في الأمعاء، مع ما يصاحب ذلك من تقيؤ وإمساك، وقد يسوء الأمر ويحدث اختناق للأمعاء وموات لها نتيجة انحباس الدم، ويتحول الأمر إلى حالة طارئة قد تكون خطرة. مما يصعب تشخيص الفتق الداخلي غياب أي أدلة مباشرة له بالفحص السريري، وما يدل على حدوثه هو بعض الأعراض غير المبررة كانسداد الأمعاء وآلام البطن، سواء الحادة أو المتكررة. ويتم التشخيص بعمل الأشعات، وتعتبر الأشعة المقطعية هي الفحص الأفضل لتشخيص الحالة. نادرا وفي أنواع معينة من الفتوق الداخلية في الحوض يمكن تشخيص الفتق ولمسه بالفحص الداخلي الشرجي أو المهبلي. وكباقي أنواع الفتوق فإن العلاج يكون جراحيا، سواء بالمنظار أو بالفتح، ويشمل إخراج الأنسجة أو الأعضاء من فتحة الفتق أو استئصال بعضها إذا تطلب الأمر، وإغلاق فتحة الفتق بالخيوط الجراحية. وهنا لا تستخدم الشبكة أو الرقعة إلا في حالات خاصة قليلة جدا، وفي مواضع معينة فقط.
الفتق الداخلي
مع
لا تعليق