شد بطن أم قص معدة؟

أكرمني الله وعملت (طبيب جراح)، وأصبح الجزء الكبير من عملي في جراحات إنقاص الوزن وعمليات السمنة التي أصبحت الهاجس الأكبر للمرضى والأطباء.

وكنت قد لاحظت في الناس أنهم متشبثون بما يرون أنه الحل الأسهل أو الأسرع، فلا وقت لديهم للالتزام ببرنامج رياضي أو غذائي أو هكذا يعتقدون. وأدخل أحيانا كثيرة في نقاشات مع المرضى لأشرح لهم أنني قد أستطيع تغيير أشكال معداتكم وأمعائكم لكنني لا أستطيع تغيير عقولكم وأدمغتكم، وأن هذا الجزء هو الأهم في العلاج، هو مسؤوليتكم تجاه أنفسكم.

لا يكاد يمر أسبوع أو أسبوعان إلا وتطرق باب العيادة مريضة تشكو من سمنة أو زيادة في الوزن وقد فشلت كل محاولاتها في إنقاص الوزن بكل الطرق، وتريد حلا جراحيا لكنها لا تريد (قص معدة)، بل تريد (شفط دهون) أو (شد بطن). وهذا من أكثر أنواع سوء الفهم شيوعا لدى مرضى السمنة، والعكس صحيح، حيث بعض النساء يشتكين من ترسب بعض الدهون البسيطة ويرغبن في عمليات إنقاص وزن وهن لا يعانين من السمنة أصلا.

السمنة هي تراكم الدهون بما يشكل خطرا على الصحة، وبهذا التعريف نخرج من ربط السمنة بالوزن فقط. أبطال كمال الأجسام والملاكمة من ذوي الأوزان الثقيلة التي يكون أساسها العضلات الضخمة لا يدخلون في تعريف السمنة، وكذلك تراكم الدهون عند بعض النساء بطريقة مقبولة في بعض مناطق الجسم لا يشكل خطرا على صحتهن، وإن كنا لجأنا إلى ربط تعريف السمنة بمؤشر كتلة الجسم، فذلك فقط من باب التسهيل وتقنين المعاير.

مؤشر كتلة الجسم يعبر عن علاقة الوزن بالطول، وكل ما يهمنا الآن أن نعرف أنه يجب أن يكون بين 18 و25 تقريبا، وأي زيادة على ذلك تعكس زيادة في الوزن، إلى أن نصل إلى الرقم 30 فنكون دخلنا رسميا في عالم السمنة.

ولإزالة اللبس عند المريضة التي تريد (الشفط) ولا تريد (القص) نقول:

أولا: عمليات شفط الدهون وشد البطن هي عمليات تجميل يقوم بها فقط جراح تجميل، وليست عمليات إنقاص وزن، والغرض منها نحت الجسم وإزالة الترهلات وبعض مناطق تجمع الدهون الصغيرة، لتصحيح الانحناءات ولا تتسبب في نزول الوزن.

ثانيا: عمليات الشد والشفط يجب ألا تجري لمن يعانون من السمنة، وتجرى فقط لمن كتلتهم دون الـ 30 ويفضل دون الـ 27، وغير ذلك فنتائجها الجمالية سيئة ونسبة المضاعفات عالية.

ثالثا: لمن يعانون من السمنة، لا يمكن التخلص من دهون منطقة معينة فقط مثل البطن أو الأرداف حسب طلب المريض. تجمع الدهون في مناطق معينة يعتمد على جنس المريض وبعض العوامل الوراثية، ونزول الوزن سيؤدي إلى التخلص من جميع دهون الجسم بنسب متقاربة.

رابعا: لمن يعانون من سمنة مفرطة، الحل هو الخروج من السمنة أولا بالطرق الملائمة، سواء بتغيير نمط الحياة أو بالجراحة إذا تطلب الأمر. وبعدها يمكن لمن يرغب التخلص من بقايا البطن أو دهون الخاصرة والأرداف بالشد والشفط.

أخيرا: عمليات إنقاص الوزن تجرى فقط لمن يعانون من سمنة حقيقية بحسب المعايير الطبية في حال فشلهم في إنقاص وزنهم بالطرق الأخرى

الوسوم : لا وسوم

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

13 − 3 =